النظرُ في سيرِ السلف.... مَطلب تخلى عنه الخلف!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وإذا فاتــكَ إلتفــاتٌ إلى المـاضي.
فقد غاب عنك وجه التأسّــي.!؟.
كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي رحمه الله_ت748هـ.
وكتاب (حلية الأولياء وطبقات الاصفياء) لأبي نعيم رحمه الله.ت_430هـ.
وكتاب (صفة الصفوة) للواعظ ابن الجوزي رحمه الله.ت_597هـ.
وكتاب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لابن خلّكان رحمه الله.ت_681هـ.
و كتاب (الأعلام) لخير الدين الزركلي رحمه الله..... وغيرها كثير جدا.
ان النظر في مثل هذه الكتب التي عنيت بذكر أخبار وسير الصالحين ،من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين،والعلماء العاملين والعبّاد الزاهدين والامراء العادلين.... مما يشحد الهمم كي ترقى الى القمم، وتزيد العبد ايمانا وصبرا وثباتا، وتغرس في نفسه حب الفضائل والتخلي عن الرذائل ،لتسمو النفس إلى الدرجات العلية ،وتندفع إلى المقامات السنية .
سيما في هذه الازمنة المتأخرة التي خيمت وغيمت فيها الفتن والشهوات والشبهات، الصارفة عن الطاعات والعبادات ،والاشتغال بالدنيا والغفلة عن الآخرة .!
قال ياقوت الحموي_رحمه الله_ في مطلع كتابه {إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب} المعروف [بمعجم الأدباء ]قال :
( فهذه أخبار قوم عنهم أُخذ القرآن المجيد
والحديث المفيد ، وبصناعتهم تنال الإمارة وببضاعتهم يستقيم أمر السلطان والوزارة ، وبعلمهم يتم الإسلام وباستنباطهم يُعرف الحلال من الحرام )إهـ.
يقول ابن الجوزي رحمه الله:
"رأيت الاسشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب .!
إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين, لأنهم تناولوا مقصود النقل, وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها" .! (صيد الخاطر /71).
وروي عن أبي حنيفة رحمه الله قوله "سير الرجال أحب إليَّ من كثير من الفقه".(أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 1/ 6.)
وقال أبو القاسم محمد بن يوسف المدني رحمه الله_ في مقدمة (تاريخ بلخ):
"...فتصورهم في القلوب ، ومعرفة أفعالهم ، وزهدهم ، وورعهم ، وديانتهم ، وانصرافهم عن الدنيا ، واحتقارهم لها ، وصبرهم على شدائد الطاعات والمصائب في الله ، فيتخلق الناظر بأخلاقهم ، ويتعطر السامع بأحوالهم ؟ فالطبع منقاد ، والإنسان معتاد ، والأذن تعشق قبل العين أحياناً.
ولما كان سبب النجاة الاستقامة في الأحوال والأفعال ولا يتم ذلك إلا بسائق وقائد ، كصحبة الصالحين أو سماع أحوالهم والنظر في آثارهم.!
سيما وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة ) .
وقال أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن خميس_ت: سنة 638 هـ. في:( مقدمة تاريخ مالقة) :
" إن أحسن ما يجب أن يعتنى به، ويلم بجانبه بعد الكتاب والسنة معرفة الأخبار، وتقييد المناقب والآثار، ففيها تذكرة بتقلب الدهر بابنائه، وإعلام بما طرأ في سالف الأزمان من عجائبه وأنبائه، وتنبيه على أهل العلم الذين يجب أن تتبع آثارهم، وتدون مناقبهم وأخبارهم، ليكونوا كأنهم ماثلون بين يديك مع الرجال ومتصرفون ومخاطبون لك في كل حال، ومعروفون بما هم به، متصفون فيتلو سورهم من لم يعاين صورهم، وييعني محاسنهم من لم يعطه السن أن يعاينهم، فيعرف بذلك مراتبهم ومناصبهم، ...، ويتحقق من كسته الآداب حُليها، وأرضعته الرياسة ثديها، فيجد في الطلب ليلحق بهم ويتمسك بسببهم "
(أنظر/الإعلان بالتوبيخ _للسخاوي_49-50).
وقال إبن الجوزي رحمه الله: (وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، والاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم).(صيد الخاطر 440).
وقال مبينا فائدة النظر في سير السلف وهي كثرة جدا :
" واعلم أن في ذكر السير والتواريخ فوائد كثيرة أهمها فائدتان:
احدهما أنه إذا ذكرت سيرة حازم ووصفت عاقبة حاله، أفادت حسن التدبير واستعمال الحزم.
أو إن ذكر ت سيرة مفرط ووصفت عاقبته أفادت الخوف من التفريط، فيتأدب المتسلط ويعتبر المتذكر ويتضمن ذلك شحذ صوارم المعقول، ويكون روضة للمتنزه في المنقول " ( كتاب المنتظم/1/117).
وإذا علم العبد أخبار من مضى
توهمته قد عاش من أول الدهر
وعند ذكرهم تتنزل الرحمة
ذُكر عن سفيان بن عيينة والثوري رحمهما الله:
"عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة" (مقدمة صفة الصفوة).
وقال بعض السلف: "إذا ذُكر الصالحين إفتضحنا".!
وفي النظر في سيرهم وأحوالهم ثبات القلب على السنة والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي:
قال بعضهم : "الحكايات جند من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه".
وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: "وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ"(سورة هود ).!
ومن نظر في سيرهم عرف قدر نفسه وأحتقرها.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: " ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين استقر في نفسه فلم يتكبر.اهـ(تلبيس إبليس 116).
وقال حمدون القصّار رحمه الله:
"من نظر في سير السّلف عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال".!
(الإعتصام_للشاطبي/86).
ومن أدام النظر في سيرهم أحبهم وفي الحديث :
"المرء مع من أحب".
وكان التابعي عروة بن رويم يقول لأصحابه
تحدثوا عنهم _ يعني السلف -!
يعني انظروا في اخبار وسير الصحابة والتابعين وتحلو بها وتحدثوا بها وانشروها.
(تاريخ أبي زرعة الدمشقي)/592).
ذكر عند مخلد بن الحسين رحمه الله أخلاق الصالحين فقال:
لاتَعرِضَنَّ لِذِكرِنَا في ذِكرِهِم
ليس الصَّحِيحُ إِذَا مَشَى كَالمُقعدِ.
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم
إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
اللهم انا نسالك التوفيق والسداد.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم
بواسطة أبو أحمد مراد الجيجلي.
وإذا فاتــكَ إلتفــاتٌ إلى المـاضي.
فقد غاب عنك وجه التأسّــي.!؟.
كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي رحمه الله_ت748هـ.
وكتاب (حلية الأولياء وطبقات الاصفياء) لأبي نعيم رحمه الله.ت_430هـ.
وكتاب (صفة الصفوة) للواعظ ابن الجوزي رحمه الله.ت_597هـ.
وكتاب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) لابن خلّكان رحمه الله.ت_681هـ.
و كتاب (الأعلام) لخير الدين الزركلي رحمه الله..... وغيرها كثير جدا.
ان النظر في مثل هذه الكتب التي عنيت بذكر أخبار وسير الصالحين ،من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين،والعلماء العاملين والعبّاد الزاهدين والامراء العادلين.... مما يشحد الهمم كي ترقى الى القمم، وتزيد العبد ايمانا وصبرا وثباتا، وتغرس في نفسه حب الفضائل والتخلي عن الرذائل ،لتسمو النفس إلى الدرجات العلية ،وتندفع إلى المقامات السنية .
سيما في هذه الازمنة المتأخرة التي خيمت وغيمت فيها الفتن والشهوات والشبهات، الصارفة عن الطاعات والعبادات ،والاشتغال بالدنيا والغفلة عن الآخرة .!
قال ياقوت الحموي_رحمه الله_ في مطلع كتابه {إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب} المعروف [بمعجم الأدباء ]قال :
( فهذه أخبار قوم عنهم أُخذ القرآن المجيد
والحديث المفيد ، وبصناعتهم تنال الإمارة وببضاعتهم يستقيم أمر السلطان والوزارة ، وبعلمهم يتم الإسلام وباستنباطهم يُعرف الحلال من الحرام )إهـ.
يقول ابن الجوزي رحمه الله:
"رأيت الاسشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب .!
إلا أن يمزج بالرقائق والنظر في سير السلف الصالحين, لأنهم تناولوا مقصود النقل, وخرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها والمراد بها" .! (صيد الخاطر /71).
وروي عن أبي حنيفة رحمه الله قوله "سير الرجال أحب إليَّ من كثير من الفقه".(أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض 1/ 6.)
وقال أبو القاسم محمد بن يوسف المدني رحمه الله_ في مقدمة (تاريخ بلخ):
"...فتصورهم في القلوب ، ومعرفة أفعالهم ، وزهدهم ، وورعهم ، وديانتهم ، وانصرافهم عن الدنيا ، واحتقارهم لها ، وصبرهم على شدائد الطاعات والمصائب في الله ، فيتخلق الناظر بأخلاقهم ، ويتعطر السامع بأحوالهم ؟ فالطبع منقاد ، والإنسان معتاد ، والأذن تعشق قبل العين أحياناً.
ولما كان سبب النجاة الاستقامة في الأحوال والأفعال ولا يتم ذلك إلا بسائق وقائد ، كصحبة الصالحين أو سماع أحوالهم والنظر في آثارهم.!
سيما وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة ) .
وقال أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن خميس_ت: سنة 638 هـ. في:( مقدمة تاريخ مالقة) :
" إن أحسن ما يجب أن يعتنى به، ويلم بجانبه بعد الكتاب والسنة معرفة الأخبار، وتقييد المناقب والآثار، ففيها تذكرة بتقلب الدهر بابنائه، وإعلام بما طرأ في سالف الأزمان من عجائبه وأنبائه، وتنبيه على أهل العلم الذين يجب أن تتبع آثارهم، وتدون مناقبهم وأخبارهم، ليكونوا كأنهم ماثلون بين يديك مع الرجال ومتصرفون ومخاطبون لك في كل حال، ومعروفون بما هم به، متصفون فيتلو سورهم من لم يعاين صورهم، وييعني محاسنهم من لم يعطه السن أن يعاينهم، فيعرف بذلك مراتبهم ومناصبهم، ...، ويتحقق من كسته الآداب حُليها، وأرضعته الرياسة ثديها، فيجد في الطلب ليلحق بهم ويتمسك بسببهم "
(أنظر/الإعلان بالتوبيخ _للسخاوي_49-50).
وقال إبن الجوزي رحمه الله: (وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، والاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم).(صيد الخاطر 440).
وقال مبينا فائدة النظر في سير السلف وهي كثرة جدا :
" واعلم أن في ذكر السير والتواريخ فوائد كثيرة أهمها فائدتان:
احدهما أنه إذا ذكرت سيرة حازم ووصفت عاقبة حاله، أفادت حسن التدبير واستعمال الحزم.
أو إن ذكر ت سيرة مفرط ووصفت عاقبته أفادت الخوف من التفريط، فيتأدب المتسلط ويعتبر المتذكر ويتضمن ذلك شحذ صوارم المعقول، ويكون روضة للمتنزه في المنقول " ( كتاب المنتظم/1/117).
وإذا علم العبد أخبار من مضى
توهمته قد عاش من أول الدهر
وعند ذكرهم تتنزل الرحمة
ذُكر عن سفيان بن عيينة والثوري رحمهما الله:
"عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة" (مقدمة صفة الصفوة).
وقال بعض السلف: "إذا ذُكر الصالحين إفتضحنا".!
وفي النظر في سيرهم وأحوالهم ثبات القلب على السنة والعقيدة الصحيحة والمنهج السلفي:
قال بعضهم : "الحكايات جند من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه".
وشاهده من كتاب الله تعالى قوله سبحانه: "وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ"(سورة هود ).!
ومن نظر في سيرهم عرف قدر نفسه وأحتقرها.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: " ومن نظر في سير السلف من العلماء العاملين استقر في نفسه فلم يتكبر.اهـ(تلبيس إبليس 116).
وقال حمدون القصّار رحمه الله:
"من نظر في سير السّلف عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال".!
(الإعتصام_للشاطبي/86).
ومن أدام النظر في سيرهم أحبهم وفي الحديث :
"المرء مع من أحب".
وكان التابعي عروة بن رويم يقول لأصحابه
تحدثوا عنهم _ يعني السلف -!
يعني انظروا في اخبار وسير الصحابة والتابعين وتحلو بها وتحدثوا بها وانشروها.
(تاريخ أبي زرعة الدمشقي)/592).
ذكر عند مخلد بن الحسين رحمه الله أخلاق الصالحين فقال:
لاتَعرِضَنَّ لِذِكرِنَا في ذِكرِهِم
ليس الصَّحِيحُ إِذَا مَشَى كَالمُقعدِ.
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم
إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
اللهم انا نسالك التوفيق والسداد.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم
بواسطة أبو أحمد مراد الجيجلي.
from منتدى اللمة الجزائرية
أترك تعليقًا