📝في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: «بصحتك» و👈«ربي يَتْقَبَّلْ»👉
❌🚫المناهي اللفظية❌🚫8⃣
📝في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: «بصحتك» و👈«ربي يَتْقَبَّلْ»👉
💬السـؤال:
📌ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم: «بصحتك»، وكذلك بعد الصلاة مثل قولهم: «اللهمَّ تقبَّل»، أو «تقبَّل الله صلاتك»، أو «ربِّي يقبل». وجزاكم الله خيرًا.
👈الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند فراغه منه: «بالصحَّة والعافية» وغيرها من العبارات الدالَّة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء؛ فلا أرى مانعًا مِن ذكرها إذا لم يقصد بها التعبُّدَ بذات العبارة ولا الالتزامَ بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف الوارد في مثل قوله تعالى:
?إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا? [البقرة: 235]، وقولِه تعالى: ?وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا? [النساء: 5-8]، والكلمةِ الطيِّبة الواردة في مثل قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»(1)، فتكون الكلمة الطيِّبة مطلقًا وبين الناس صدقةً فهي شاملةٌ لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام وردِّه، وتشميت العاطس، والكلامِ الطيِّب في ردِّ السائل، قال تعالى: ?قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى? [البقرة: 263]، كما يدخل -في ذلك- كلُّ كلامٍ حسنٍ يُثْلِجُ صدْرَ المؤمن، ويُفْرِح قلبَه، ويُدخل فيه السرورَ، قال تعالى: ?وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا? [البقرة: 83]، وفي الحديث: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»(2).
غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس مِن قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرةً: «تقبَّل الله» ونحوها من الكلمات والآخر يجيبه: «منَّا ومنكم» فإنَّ مثل هذا لَصِيقٌ بالعبادة، ولا أصل له في الشرع، وهو مخالفٌ للسنَّة التَّركية، لأنَّ هديه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الصلاة عقب السلام البدءُ بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثمَّ التسبيح والتحميد والتكبير، وغيرها ممَّا هو معلومٌ في السنَّة.
والفرق بين الحكمين السابقين: أنَّ الأوَّل يتعلَّق بالعادات والأصل فيها الجواز ما لم يَرِدْ دليلٌ مانعٌ أو يحملْ في ذاته عباراتٍ لا يرضاها الشرع، بينما الأمر الثاني فمتعلِّقٌ بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكمٍ شرعيٍّ فإنَّه يحتاج إلى دليلٍ من الشرع يسنده ويؤيِّده.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
الجزائر في: 13 صفر 1427ه
الموافقل: 13 مارس 2006م
(1) أخرجه البخاري في «الجهاد» باب من أخذ بالركاب ونحوه (2989)، ومسلم في «الزكاة» (1009)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري في «الأدب» باب طيب الكلام (6023)، ومسلم في «الزكاة» (1016)، من حديث عديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه.
📚 فتاوى شرعية في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية للشيخ محمد على فركوس حفظه الله
📝في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: «بصحتك» و👈«ربي يَتْقَبَّلْ»👉
💬السـؤال:
📌ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم: «بصحتك»، وكذلك بعد الصلاة مثل قولهم: «اللهمَّ تقبَّل»، أو «تقبَّل الله صلاتك»، أو «ربِّي يقبل». وجزاكم الله خيرًا.
👈الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند فراغه منه: «بالصحَّة والعافية» وغيرها من العبارات الدالَّة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء؛ فلا أرى مانعًا مِن ذكرها إذا لم يقصد بها التعبُّدَ بذات العبارة ولا الالتزامَ بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف الوارد في مثل قوله تعالى:
?إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا? [البقرة: 235]، وقولِه تعالى: ?وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا? [النساء: 5-8]، والكلمةِ الطيِّبة الواردة في مثل قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»(1)، فتكون الكلمة الطيِّبة مطلقًا وبين الناس صدقةً فهي شاملةٌ لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام وردِّه، وتشميت العاطس، والكلامِ الطيِّب في ردِّ السائل، قال تعالى: ?قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى? [البقرة: 263]، كما يدخل -في ذلك- كلُّ كلامٍ حسنٍ يُثْلِجُ صدْرَ المؤمن، ويُفْرِح قلبَه، ويُدخل فيه السرورَ، قال تعالى: ?وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا? [البقرة: 83]، وفي الحديث: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»(2).
غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس مِن قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرةً: «تقبَّل الله» ونحوها من الكلمات والآخر يجيبه: «منَّا ومنكم» فإنَّ مثل هذا لَصِيقٌ بالعبادة، ولا أصل له في الشرع، وهو مخالفٌ للسنَّة التَّركية، لأنَّ هديه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في الصلاة عقب السلام البدءُ بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثمَّ التسبيح والتحميد والتكبير، وغيرها ممَّا هو معلومٌ في السنَّة.
والفرق بين الحكمين السابقين: أنَّ الأوَّل يتعلَّق بالعادات والأصل فيها الجواز ما لم يَرِدْ دليلٌ مانعٌ أو يحملْ في ذاته عباراتٍ لا يرضاها الشرع، بينما الأمر الثاني فمتعلِّقٌ بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكمٍ شرعيٍّ فإنَّه يحتاج إلى دليلٍ من الشرع يسنده ويؤيِّده.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
الجزائر في: 13 صفر 1427ه
الموافقل: 13 مارس 2006م
(1) أخرجه البخاري في «الجهاد» باب من أخذ بالركاب ونحوه (2989)، ومسلم في «الزكاة» (1009)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري في «الأدب» باب طيب الكلام (6023)، ومسلم في «الزكاة» (1016)، من حديث عديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه.
📚 فتاوى شرعية في بعض الألفاظ الدارجة على الألسنة الجزائرية للشيخ محمد على فركوس حفظه الله
from منتدى اللمة الجزائرية
أترك تعليقًا