نزهة الراغب في معرفة العلاّمة ربيع وما له من مناقب
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة:
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه الطاهرين.
أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فلما كان لشيخي وقدوتي إلى الله تعالى؛ الإمام الرباني أبي محمد ربيع بن هادي المدخليّ -تغمده الله برحمته-حيّا وميّتا- وأسكنه جنات النعيم، وجمع بيني وبينه في دار كرامته إنه جواد كريم- عليَّ من الحقوق المتكاثرة، ما لا أطيق إحصاءها؛ بعثني ذلك على أن أجمع كتاباً في بعض مناقبه، ومآثره، وكيفية اشتغاله، وما كان عليه من الصبر على خشونة العيش، وضيق الحال، مع القدرة على التنعُّم والسعة في جميع الأحوال، على عادة أئمة الحديث في ذلك؛ ليكون سبباً للترحُّم عليه، والدعاء له، وفَّقنا الله لما وفقه، ورزقنا ما رزقه.
قال سفيان بن عيينة: "عند ذكر الصالحين تتنزّل الرحمة" وقال محمد بن يونس: "ما رأيتُ للقلب أنفعَ من ذكر الصالحين".
وعلى الله الكريم أتوكل، وإليه أبتهل، أن ييسر ذلك على أكمل، الوجوه وأتمِّها؛ إنه على كل شيء قدير، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. (1)
خطّة البحث:
1-أختصر أحيانا الرواية والخبر من أجل تناسب السياق مع موضوع الكتابة
2- ألجأ أحيانا لذكر بعض روايات الحزبيين وخصوم الشيخ حتى تكون أبلغ في إقامة الحجّة، وكما قيل: (الفضل ما شهد به الأعداء)
3- قصدت في مبحثي هذا ذكر المناقب فحسب، فلم أقتصر على أقوال العلماء والطلبة، بل عممت ذلك على كل من رأى شيئا منها، أو رواها حتى لو كان عاميّا، وعلى هذا درج أئمة التراجم والسير
وإلى البداية رزقنا الله نعمة الهداية
قصّة الشيخ ربيع مع سارق المال
قال فضيلة الشيخ عبد الله البخاري – حفظه الله-
أذكر أن شابا كان يتردد على شيخنا في البيت بالمدينة، الشيخ الله يغفر له ويجزيه عنا خيرا طيب ما تقول يسعى وراء المادة ويلهث لهث هؤلاء الذين يتأكّلون الآن بالدعوة قال بعض الناس هؤلاء خدموا الدعوة، نقول لهم هؤلاء خدمتهم الدعوة، يتأكلون من ورائها، كان الشيخ عندنا زمان يعني قديما الرواتب نهاية الشهر تسلّم باليد هكذا صرف، من سنوات صار فيه بنك ودفع عن طريق الحساب، فكان الشيخ إذا أخذ الراتب من الجامعة في الجماعة فلوس خلص، ضيوف، ضيوف مضياف، الرجل مضياف، يعني هذا باب الكرم لا يساويه أحد الآن، ولا يدانيه أحد، إن كان يماثله أو أعلى منه الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله، والشيخ عبد العزيز بن باز الدولة كانت معه، الشيخ ربيع ما فيه دولة، من ماله رحمة الله عليه
والله كان هكذا، وهذا الطالب كان يتردد عليه، كل يوم يسحب مئة، مئتين، كل يوم يسرق، حتى الشيخ يقول ما ينتصف الشهر إلا المال ما في، الضيوف يأتون، المهم فبعض الإخوة اجتهد وعرف هذا الأخ السارق، واعترف، بأنه سرق والله المبلغ يا إخوان مبلغ كبير، أنا نسيت الآن لكنه فوق الأربعين ألف، مجموعه، خلال فترة، كانوا سيشتكونه الإخوة، الإخوة هذا الولد إلى الشرطة، قال الشيخ: اتركوه، ما سرق إلا وهو محتاج، ما أخذ إلا وهو محتاج
يا أخي هذا فين هذا؟ فين تجد مثل هذه النماذج؟ هذا تقرؤه في الكتب، مواقف صعبة، قالوا يا شيخ ما يصير كذا، المهم الولد قال خلاص أعطي أنا بعض المبلغ، أعطى جزء من المبلغ قال الإخوة نشتكيه، قال اتركوه لا تشتكوه، اتركوه، يصبر يصبر يصبر مضياف(2)
قصّة بكاء الشيخ ربيع على الشيخ مقبل رحمه الله
قال الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي – حفظه الله-:
ومن تقدير الشيخ ربيع للشيخ مقبل أني قد كنت مع الشيخ ربيع في زيارة للشيخ مقبل
في المستشفى التخصصي في جدّة بعد قدومه من ألمانيا، وقد كان في غيبوبة
فلما وصلنا لغرفته وكان الشيخ على سريره تقدم الشيخ ربيع وقبل رأسه ثم بكى بكاءً شديداً، فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به ومشايخنا في جنات النعيم(3)
رجل حزبيّ يروي قصّة رجوعه للسنة بعدما رأى الشيخ
قال أبو صخر وهو يخاطب خلاّنه وأصحابه:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..اخوتي في الله .. أعلم ان هذا الموضوع قد يثير البعض هنا و قد يحذف الموضوع ايضا و لكني ارى انه من الأمانة ان ابلغكم بما رأيته من الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- و بما سمعته عنه ممن قابله ..
فوالذي نفسي بيده لقد ظلم الشيخ العلامة ربيع المدخلي ظلما أسأل الله ان يجعله كفارة له .
اخوتي في الله .. أنا كنت مثل بعض الأخوة هنا .. من الحاقدين على الشيخ العلامة ربيع المدخلي .. وذلك لأنني كنت من الملبس عليهم و كنت اسمع الغث والسمين من كل من هب و دب..
وكان بعض الأخوة هداهم الله يتعصبون لبعض المشايخ والعلماء والمفكرين الاسلاميين والذين بيّن الشيخ العلامة ربيع خطأهم و أدى النصيحة للأمة متجاهلين الجانب الآخر من شخصية الشيخ ربيع المدخلي..
لا أخفيكم ان الشيخ ربيع شديد على اهل الأهواء و البدع و هذا هو السبب الرئيسي للطعن فيه .. فوالله اني ما رأيت اغير منه على دين الله و لا اشد منه على اهل البدع ..
وكنت قبل لقائي به امقته و ابغضه بغضا شديدا لما كنت اقرأ من كتاباته و شدته على بعض المشايخ و المفكرين .. و كان الأخوة -هداهم الله- من حولي يزيدون بغضي له ..
وقد من الله علي ان ذهبت لقضاء العمرة مع بعض الأخوة من الشباب السلفيين فاغتنمنا هذه الفرصة وقررنا زيارة الشيخ .. وكنت رفضت ابتداء ان ازوره لما كان في نفسي عليه ..
ولكن بعض الأخوة اقسموا بالله ان اذهب معهم فارغمت على ذلك .. و في الحقيقة كلي شوق لرؤية الشيخ ربيع لكثرة ما سمعت عنه .. و الفضول يدفعني لرؤية هذا الرجل ..
وكنت قبل ذهابي الى العمرة قد جلست مع بعض الأخوة واخبروني بأنهم زاروا الشيخ ربيع المدخلي في منزله .. وقد سأله أحد الأخوة عن الاشاعة التي تقول بأن الشيخ ربيع من جهاز الأمن ..
فضحك الشيخ ربيع وكان يقرأ كتابا .. فخلع نظارته و نظر إلى ذلك الشخص و قال له: (هل تظن أن رجلا عجوزا مثلي لا يستطيع قراءة هذا الكتاب بسهولة يمكن ان يكون من جهاز الأمن!! .. يا بني ان جهاز الأمن بحاجة الى شاب قوي قادر على اداء مهمته و ليس عجوزا مثلي ) وهذا معنى كلام الشيخ ..
وطبعا انا لم اصدق هذا الكلام ابتداءا لأن قلبي مطموس عليه بالحقد على الشيخ ربيع و نار الهوى قد اعمت بصيرتي ..
وعند وصولنا لمنزل الشيخ ربيع و دخولنا مكتبته الضخمة و العامرة بأمهات الكتب و نوادرها .. و و الله يا اخوة ان بيته قديم متهالك و الناظر اليه من الداخل يقول بأن هذا البيت سيسقط بعد ايام ..
وبينما نحن بانتظار الشيخ ربيع دخل علينا شخص و الله ما عرفته و كانت هيئته لا توحي بانه عالم .. بل الناظر اليه يظن انه احد عمال البيت من زهد ملبسه و لكن و الله الذي لا اله الا هو ان له هيبة في النفوس على زهد ملبسه ..
ووالله ان علامات الصلاح والتقوى بادية على وجهه -نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا- ..
فجلس في وسط المجلس بعد ان القى التحية علينا .. وبعدها مباشرة سأل عن الأخوة السلفيين في الامارات وما هي اوضاعهم و كان و الله يتحسر على ما وصلت اليه أوضاع المسلمين .. وكان يسمي بعض الأشخاص الذين يعرفهم من دولة الامارات و يطمئن عن احوالهم ..
وبعدها قال لنا الشيخ بأنه لن يستطيع الجلوس معنا طويلا و ذلك لأنه متعب جدا و كان هذا واضحا عليه و مع ذلك ابى الا ان يجلس معنا و يطمئن على احوالنا ..
وطلب منا ان نسأله سؤالين لا أكثر .. سأله الأخوة عن اوضاع المتصوفة في الامارات و ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معهم فنصحنا بالتمسك بالكتاب والسنة ونصحنا بتقوى الله و بذل الجهد في نشر الدعوة السلفية و العقيدة السليمة بين الناس ..إلخ من نصائحه الغالية و التي شقت طريقها الى قلوبنا ..
وبعدها سأله احد الأخوة الحاضرين وكان من الأردن عن وصيته لأهل الأردن وشبابها السلفي فقال: (وصيتي لأهل الامارات هي وصيتي لأهل الأردن هي وصيتي لكل مسلم)
وقد سأله أحد الأخوة عن الأوضاع في اللبنان و واجب المسلمين تجاههم و ما هو الموقف السليم تجاه "حزب الله" ..
فأجاب بأن الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار و تكلم عن خيانات الشيعة و انهم هم السبب الرئيسي لما وصلت اليه الأمة من الضعف و الهوان و ختم السؤال بأن دعا فقال: (اللهم أهلك اليهود بالرافضة و أهلك الرافضة باليهود)..
وبعد ذلك اراد الشيخ ان يستأذن وقال كلمة و الله انها حفرت في ذاكرتي .. قال: (اعذروني احبتي .. لا استطيع المكوث أكثر فلدي من الأعمال ما يجب ان انجزه اليوم .. فالدقيقة الواحدة اغلى عندي من الدنيا و ما فيها) أو بهذا المعنى ..
وبعدها اراد احد الأخوة ان يسأله عن الشيخ "احسان الهي ظهير" والشيخ "جميل الرحمن" ولكن الشيخ اعتذر بأدب شديد .. و لكنه ظل صامتا برهة من الزمن و قال: (لا أستطيع ان ارد لكم طلبا .. تفضل و اسأل) ..
فسأله ذلك الأخ و اجابه الشيخ بشي من التفصيل و ذكر بعض الحقائق التي كنا نجهلها ..
وبعدها اعتذر الشيخ و طلب الانصراف و هذا من حسن خلقه و جميل ادبه .. وبينما هو خارج من الغرفة كان يقول: (أوصيكم بتقوى الله و التمسك بالكتاب والسنة ) وكررها 3 مرات أو 4 ..
وفي خلال الدرس تكلم الشيخ ربيع عن وحدة المسلمين وقد ذكر امرا و الله ان صورته تغيرت في نفسي بعد سماع هذه الكلمة ..
قال بما معناه: (للأسف ان كثيرا من الشباب السلفي يجادل الناس و يجادل اخوانه المسلمين معتمدا في ذلك على اقوال العلماء المجردة من الأدلة .. فيقول: قال ربيع و قال فلان و قال علان.. من ربيع لتجعله حجة على الناس!! من ربيع لتجعله المقياس لمعرفة الحق!! .. الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق .. اذا وجدتم ان ربيعا الدخلي او الشيخ ابن باز او فلان أوعلان قال قولا مخالفا للكتاب او السنة او مخالفا لهدي السلف فاردده ولا تبالي .. المقياس و المعيار لمعرفة الحق هو الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .. لا تفرقوا المسلمين لأسباب تافهة .. ولا تقلدو دينكم الرجال) إلخ كلامه الذي يكتب بماء الذهب ..
والله يا اخوة انا ظلمنا الشيخ ربيع .. و و الله و بالله و تالله يمين اتقرب بها الى الله ان الرجل على خير وانه و الله من خيرة علماء هذه الأمة وان كل ما ينقل عنه كذب في كذب فاتقوا الله تعالى في الرجل ولا تصدقوا كل ما ينقل اليكم فليس الذي شاهد كالذي سمع ..
وهذا ما احببت ان انقله لكم مع ان هناك أمورا اكثر حصلت و لكني لا أريد ان اطيل عليكم ..وجزاكم الله خيرا . (4)
قصّة بكاء الشيخ في الصلاة
قال أبو معاذ:
لقد امتنّ الباري على عبده عندما وفّقه لصلاة خلف إمام من أئمة السنة في هذا العصر وعلم من أعلام التوحيد لا يجارى في مضماره، ولا ينافق في ميدانه
في ليلة من ليالي رمضان (1426) ونحن في بيت الشيخ العلامة ربيع إذ بالإقامة وقد أقيمت لصلاة العشاء ولم أكن -يعلم الله- أفكر في لحظة من لحظات العمر أن يتقدم الشيخ للصلاة ويكون إماما لنا وهذا الذي حصل والحمد لله !!
فحمدا لله أنّها كانت صلاة جهرية !
قرأ الشيخ بفاتحة الكتاب قراءة تحيّر سامعها، يقسم السامع أنّ مصدرها قلب يخاف الله –نحسبه كذلك والله حسيبه-
ثم شرع الشيخ في قراءة ( ألهاكم التكاثر ، حتى زرتم المقابر ...) وفجأة توقف الشيخ !!
أجهش الشيخ بالبكاء فحاول إتمام الآيات ( حتى زرتم المقابر .. ) فتوقف مرة أخرى !
حاول ثانية، و البكاء لا يفارقه
وثالثة .. لكنّه لم يستطع إكمالها ... ثم ركع
الله أكبر
فصلاة مثل هذه لن أنساها حتى أوسّد في قبري، فرحم الله شيخنا الهمام حيّا وميتا
قصة بكاء الشيخ عندما تذكر الشيخ الفوزان واللحيدان
قال الأخ الفاضل العياشي – حفظه الله-:
أفيدكم أني كنت مع الشيخ اليوم السبت 1432/07/10هـ أثناء رجوعه من صلاة العشاء من الحرم المكي وأثناء الكلام مع الشيخ سألني عن الشيخ صالح الفوزان - يحفظه الله - وهل جاء إلى مكة؟ فقلت له : يأتي يوم الاثنين - إن شاء الله – لأن عنده درسا في التفسير في الحرم - فذكره الشيخ بخير وقال: هو عالم جليل وسلفي وصادق.
وبمناسبة ذلك قلت للشيخ إني عدة مرات لما أزوره – أي الشيخ صالح الفوزان – يذكرك بخير ويسأل عن صحتك ويقول: الشيخ ربيع عالم جليل ، ويقول: أخونا ربيع ، وهذا إلى عهدٍ قريب، فقال الشيخ ربيع - يحفظه الله -:
والله أتمنى أن أموت قبله هو والشيخ صالح اللحيدان ، ووالله لو خيِّرت لاخترت أن أموت قبلهم، فما أدري إذا ماتوا كيف تصير الدنيا،وكيف يصير الحال ، وأجهش الشيخ بالبكاء.
فقلت له: أسأل الله أن يحفظكم جميعا .
قصّة بكاء الشيخ عند ترجمة عكرمة رضي الله عنه
قال الأخ أبو حسان سمير القيسي - وفقه الله -:
فبينما نحن في درس معارج القبول شرح سلم الوصول،إذ مر ذكر جهل المشركين حيث كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون الدعاء لله في الشدة . وكان ممن تفطن لهذا الجهل في حال شركه " عكرمة بن أبي جهل " وقد كان ركب البحر فأصابته ومن معه عاصفة فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا فقال عكرمة:
"والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره "
اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتى محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم .
وهنا ترجم شيخنا للصحابي الجليل والمجاهد العاقل النبيل " عكرمة بن أبي جهل " رضي الله عنه وأرضاه فكان مما ذكر أنه قتل في اليرموك وقال:
وكان يرمي بنفسه نحو الرماح والسيوف فقيل له في ذلك فقال لقد كنت أبذلها في الشرك أفلا أبذلها وأنا على الحق .
وهنا سكت الشيخ , فرفعت رأسي لأنظر مالذي أسكته فإذا بصوت جهش نفسه بالبكاء يسبق نظري إليه فنظرت فإذا عينيه قد غرقت بالدموع .
إنه موقف مؤثر حقا وموعظة بليغة تركتها تلك الدموع الصادقة في نفوس الحاضرين . اللهم احفظ شيخنا وبارك في عمره وعافه من كل داء
وهذا موقف من مواقف كثيرة يعلمها من يجالس الشيخ حفظه الله : وما راء ٍ كمن سمع " " وليس الخبر كالمعاينة "
ثم ختم الشيخ درسه بالدعاء لأبنائه في دماج والحث على نصرتهم بالنفس والمال والدعاء لمن كان في اليمن أو غيره ،فاللهم انصر إخواننا أهل السنة في دماج واصرف عنهم كل سوء واكفهم كيد الحوثة المعتدين بما تشاء ياقوي يامتين .والحمدلله رب العالمين (5)
قصّة شهادة عظيمة من الشيخ العلامة صالح الأطرم –رحمه الله- للشيخ ربيع
قال الشيخ الفاضل علي الحدادي –وفقه الله- :
في إحدى الزيارات المباركة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي إلى مدينة الرياض _ حرسها الله _ رافقت الشيخ ربيع مع ثلة من طلبة العلم ومنهم ابنه الشيخ الدكتور محمد بن ربيع المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا في زيارة لفضيلة الشيخ صالح الأطرم رحمه الله تعالى رحمة واسعة في منزله، وقد استقبل الشيخ صالح الشيخ ربيعاً ببالغ الحفاوة ودار الحديث حول موضوعات شتى ولكن لا أنسى ثناء الشيخ صالح في ذلك المجلس على الشيخ ربيع وقوله له ما معناه _ لم نعرف هذه المناهج إلا بعد قراءة كتبك(6)
قصّة جهاد الشيخ ربيع في أفغانستان
قال الشيخ خالد الظفيري حفظه الله:
إن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أفتى بالجهاد في مولوكو قبل الشيخ مقبل، والشيخ ربيع أيضا شارك في الجهاد في أفغانستان بنفسه فإنه سافر لها ثلاث مرات .
وقال أيضا –حفظه الله-في تعليقه على سؤال أحد الإخوة في شبكة سحاب بتاريخ:22/08/2001: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم نعم إن الشيخ ربيعا قد ذهب إلى أفغانستان مرتين عند الشيخ جميل الرحمن -رحمه الله تعالى- بل وصعد الجبال وأطلق الرصاص وهذا ما حدثني به الشيخ نفسه -حفظه الله تعالى- وكذا حدثني به من كان مع الشيخ هناك
وهذا يبين لنا شجاعة مشايخنا السلفيين بخلاف الذين يصيحون بالجهاد ليل نهار وليس لهم من ذلك إلا جمع الاموال وصرف الناس إليهم وحتى يظن الناس أنهم هم المجاهدون الأفذاذ، بل من عجيب أمر هؤلاء الحزبيين أنهم كانوا ينكرون الجهاد في أفغانستان ولا يرونه ولكن لما رأوا المسألة قد اقتربت وأن المسألة لابد أن يحوزوها لمصلحتهم قالوا: الله أكبر فتحت كابل ... وغير ذلك من الشعارات البراقة الخداعة والله يرعاكم ..)
ثمّ علّق عليه واحد عرّف نفسه ب(مقتفي الأثر) فقال: (وأنا أشهد على ما قاله أبو عبدالله المدني، فقد كنت مع الشيخ حفظه الله في الرحلة الثانية ومرافقاً له في منقطة كنر، وقد التقيت به في منطقة باجور الباكستانية المجاورة لمعسكر عبدالله بن مسعود التابع للشيخ جميل الرحمن في كنر، أما إطلاقه للرصاص فقد كان في الرحلة الأولى وحدثني بذلك حفظه الله، أما الرحلة الثانية فقد كان متعباً ولكنه كان يشد من أزر إخوانه، كان ذلك في عام 1408 هـ شهر شوال وذو القعدة) (7)
.... (يتبع)
أبو معاذ محمد مرابط
10 / جمادى الأولى / 1434
الجزائر العاصمة
(1) "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي محيي الدين لابن العطّار –رحمه الله-" ضمن "الإيجاز" للنووي –رحمهم الله-ص: 37-38" بتصرف
(2) "هكذا عرفت الشيخ ربيعا"
(3) مقال الشيخ البرعي (الذب عن السنّة وعلمائها)
(4) من مقاله: (زيارتي للشيخ العلامة ربيع المدخلي)
(5) من مقاله: (( دمعة غير على دينه))
(6) من مقاله: (بين الشخ ربيع حفظه الله والشيخ صالح الأطرم رحمه الله)
(7) من مقاله: (صفحات مطوية من حياة الشيخ ربيع
موقع التصفية و التربية السلفية .
المقدّمة:
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه الطاهرين.
أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فلما كان لشيخي وقدوتي إلى الله تعالى؛ الإمام الرباني أبي محمد ربيع بن هادي المدخليّ -تغمده الله برحمته-حيّا وميّتا- وأسكنه جنات النعيم، وجمع بيني وبينه في دار كرامته إنه جواد كريم- عليَّ من الحقوق المتكاثرة، ما لا أطيق إحصاءها؛ بعثني ذلك على أن أجمع كتاباً في بعض مناقبه، ومآثره، وكيفية اشتغاله، وما كان عليه من الصبر على خشونة العيش، وضيق الحال، مع القدرة على التنعُّم والسعة في جميع الأحوال، على عادة أئمة الحديث في ذلك؛ ليكون سبباً للترحُّم عليه، والدعاء له، وفَّقنا الله لما وفقه، ورزقنا ما رزقه.
قال سفيان بن عيينة: "عند ذكر الصالحين تتنزّل الرحمة" وقال محمد بن يونس: "ما رأيتُ للقلب أنفعَ من ذكر الصالحين".
وعلى الله الكريم أتوكل، وإليه أبتهل، أن ييسر ذلك على أكمل، الوجوه وأتمِّها؛ إنه على كل شيء قدير، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. (1)
خطّة البحث:
1-أختصر أحيانا الرواية والخبر من أجل تناسب السياق مع موضوع الكتابة
2- ألجأ أحيانا لذكر بعض روايات الحزبيين وخصوم الشيخ حتى تكون أبلغ في إقامة الحجّة، وكما قيل: (الفضل ما شهد به الأعداء)
3- قصدت في مبحثي هذا ذكر المناقب فحسب، فلم أقتصر على أقوال العلماء والطلبة، بل عممت ذلك على كل من رأى شيئا منها، أو رواها حتى لو كان عاميّا، وعلى هذا درج أئمة التراجم والسير
وإلى البداية رزقنا الله نعمة الهداية
قصّة الشيخ ربيع مع سارق المال
قال فضيلة الشيخ عبد الله البخاري – حفظه الله-
أذكر أن شابا كان يتردد على شيخنا في البيت بالمدينة، الشيخ الله يغفر له ويجزيه عنا خيرا طيب ما تقول يسعى وراء المادة ويلهث لهث هؤلاء الذين يتأكّلون الآن بالدعوة قال بعض الناس هؤلاء خدموا الدعوة، نقول لهم هؤلاء خدمتهم الدعوة، يتأكلون من ورائها، كان الشيخ عندنا زمان يعني قديما الرواتب نهاية الشهر تسلّم باليد هكذا صرف، من سنوات صار فيه بنك ودفع عن طريق الحساب، فكان الشيخ إذا أخذ الراتب من الجامعة في الجماعة فلوس خلص، ضيوف، ضيوف مضياف، الرجل مضياف، يعني هذا باب الكرم لا يساويه أحد الآن، ولا يدانيه أحد، إن كان يماثله أو أعلى منه الشيخ عبد العزيز بن باز عليه رحمة الله، والشيخ عبد العزيز بن باز الدولة كانت معه، الشيخ ربيع ما فيه دولة، من ماله رحمة الله عليه
والله كان هكذا، وهذا الطالب كان يتردد عليه، كل يوم يسحب مئة، مئتين، كل يوم يسرق، حتى الشيخ يقول ما ينتصف الشهر إلا المال ما في، الضيوف يأتون، المهم فبعض الإخوة اجتهد وعرف هذا الأخ السارق، واعترف، بأنه سرق والله المبلغ يا إخوان مبلغ كبير، أنا نسيت الآن لكنه فوق الأربعين ألف، مجموعه، خلال فترة، كانوا سيشتكونه الإخوة، الإخوة هذا الولد إلى الشرطة، قال الشيخ: اتركوه، ما سرق إلا وهو محتاج، ما أخذ إلا وهو محتاج
يا أخي هذا فين هذا؟ فين تجد مثل هذه النماذج؟ هذا تقرؤه في الكتب، مواقف صعبة، قالوا يا شيخ ما يصير كذا، المهم الولد قال خلاص أعطي أنا بعض المبلغ، أعطى جزء من المبلغ قال الإخوة نشتكيه، قال اتركوه لا تشتكوه، اتركوه، يصبر يصبر يصبر مضياف(2)
قصّة بكاء الشيخ ربيع على الشيخ مقبل رحمه الله
قال الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي – حفظه الله-:
ومن تقدير الشيخ ربيع للشيخ مقبل أني قد كنت مع الشيخ ربيع في زيارة للشيخ مقبل
في المستشفى التخصصي في جدّة بعد قدومه من ألمانيا، وقد كان في غيبوبة
فلما وصلنا لغرفته وكان الشيخ على سريره تقدم الشيخ ربيع وقبل رأسه ثم بكى بكاءً شديداً، فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به ومشايخنا في جنات النعيم(3)
رجل حزبيّ يروي قصّة رجوعه للسنة بعدما رأى الشيخ
قال أبو صخر وهو يخاطب خلاّنه وأصحابه:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..اخوتي في الله .. أعلم ان هذا الموضوع قد يثير البعض هنا و قد يحذف الموضوع ايضا و لكني ارى انه من الأمانة ان ابلغكم بما رأيته من الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- و بما سمعته عنه ممن قابله ..
فوالذي نفسي بيده لقد ظلم الشيخ العلامة ربيع المدخلي ظلما أسأل الله ان يجعله كفارة له .
اخوتي في الله .. أنا كنت مثل بعض الأخوة هنا .. من الحاقدين على الشيخ العلامة ربيع المدخلي .. وذلك لأنني كنت من الملبس عليهم و كنت اسمع الغث والسمين من كل من هب و دب..
وكان بعض الأخوة هداهم الله يتعصبون لبعض المشايخ والعلماء والمفكرين الاسلاميين والذين بيّن الشيخ العلامة ربيع خطأهم و أدى النصيحة للأمة متجاهلين الجانب الآخر من شخصية الشيخ ربيع المدخلي..
لا أخفيكم ان الشيخ ربيع شديد على اهل الأهواء و البدع و هذا هو السبب الرئيسي للطعن فيه .. فوالله اني ما رأيت اغير منه على دين الله و لا اشد منه على اهل البدع ..
وكنت قبل لقائي به امقته و ابغضه بغضا شديدا لما كنت اقرأ من كتاباته و شدته على بعض المشايخ و المفكرين .. و كان الأخوة -هداهم الله- من حولي يزيدون بغضي له ..
وقد من الله علي ان ذهبت لقضاء العمرة مع بعض الأخوة من الشباب السلفيين فاغتنمنا هذه الفرصة وقررنا زيارة الشيخ .. وكنت رفضت ابتداء ان ازوره لما كان في نفسي عليه ..
ولكن بعض الأخوة اقسموا بالله ان اذهب معهم فارغمت على ذلك .. و في الحقيقة كلي شوق لرؤية الشيخ ربيع لكثرة ما سمعت عنه .. و الفضول يدفعني لرؤية هذا الرجل ..
وكنت قبل ذهابي الى العمرة قد جلست مع بعض الأخوة واخبروني بأنهم زاروا الشيخ ربيع المدخلي في منزله .. وقد سأله أحد الأخوة عن الاشاعة التي تقول بأن الشيخ ربيع من جهاز الأمن ..
فضحك الشيخ ربيع وكان يقرأ كتابا .. فخلع نظارته و نظر إلى ذلك الشخص و قال له: (هل تظن أن رجلا عجوزا مثلي لا يستطيع قراءة هذا الكتاب بسهولة يمكن ان يكون من جهاز الأمن!! .. يا بني ان جهاز الأمن بحاجة الى شاب قوي قادر على اداء مهمته و ليس عجوزا مثلي ) وهذا معنى كلام الشيخ ..
وطبعا انا لم اصدق هذا الكلام ابتداءا لأن قلبي مطموس عليه بالحقد على الشيخ ربيع و نار الهوى قد اعمت بصيرتي ..
وعند وصولنا لمنزل الشيخ ربيع و دخولنا مكتبته الضخمة و العامرة بأمهات الكتب و نوادرها .. و و الله يا اخوة ان بيته قديم متهالك و الناظر اليه من الداخل يقول بأن هذا البيت سيسقط بعد ايام ..
وبينما نحن بانتظار الشيخ ربيع دخل علينا شخص و الله ما عرفته و كانت هيئته لا توحي بانه عالم .. بل الناظر اليه يظن انه احد عمال البيت من زهد ملبسه و لكن و الله الذي لا اله الا هو ان له هيبة في النفوس على زهد ملبسه ..
ووالله ان علامات الصلاح والتقوى بادية على وجهه -نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا- ..
فجلس في وسط المجلس بعد ان القى التحية علينا .. وبعدها مباشرة سأل عن الأخوة السلفيين في الامارات وما هي اوضاعهم و كان و الله يتحسر على ما وصلت اليه أوضاع المسلمين .. وكان يسمي بعض الأشخاص الذين يعرفهم من دولة الامارات و يطمئن عن احوالهم ..
وبعدها قال لنا الشيخ بأنه لن يستطيع الجلوس معنا طويلا و ذلك لأنه متعب جدا و كان هذا واضحا عليه و مع ذلك ابى الا ان يجلس معنا و يطمئن على احوالنا ..
وطلب منا ان نسأله سؤالين لا أكثر .. سأله الأخوة عن اوضاع المتصوفة في الامارات و ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معهم فنصحنا بالتمسك بالكتاب والسنة ونصحنا بتقوى الله و بذل الجهد في نشر الدعوة السلفية و العقيدة السليمة بين الناس ..إلخ من نصائحه الغالية و التي شقت طريقها الى قلوبنا ..
وبعدها سأله احد الأخوة الحاضرين وكان من الأردن عن وصيته لأهل الأردن وشبابها السلفي فقال: (وصيتي لأهل الامارات هي وصيتي لأهل الأردن هي وصيتي لكل مسلم)
وقد سأله أحد الأخوة عن الأوضاع في اللبنان و واجب المسلمين تجاههم و ما هو الموقف السليم تجاه "حزب الله" ..
فأجاب بأن الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار و تكلم عن خيانات الشيعة و انهم هم السبب الرئيسي لما وصلت اليه الأمة من الضعف و الهوان و ختم السؤال بأن دعا فقال: (اللهم أهلك اليهود بالرافضة و أهلك الرافضة باليهود)..
وبعد ذلك اراد الشيخ ان يستأذن وقال كلمة و الله انها حفرت في ذاكرتي .. قال: (اعذروني احبتي .. لا استطيع المكوث أكثر فلدي من الأعمال ما يجب ان انجزه اليوم .. فالدقيقة الواحدة اغلى عندي من الدنيا و ما فيها) أو بهذا المعنى ..
وبعدها اراد احد الأخوة ان يسأله عن الشيخ "احسان الهي ظهير" والشيخ "جميل الرحمن" ولكن الشيخ اعتذر بأدب شديد .. و لكنه ظل صامتا برهة من الزمن و قال: (لا أستطيع ان ارد لكم طلبا .. تفضل و اسأل) ..
فسأله ذلك الأخ و اجابه الشيخ بشي من التفصيل و ذكر بعض الحقائق التي كنا نجهلها ..
وبعدها اعتذر الشيخ و طلب الانصراف و هذا من حسن خلقه و جميل ادبه .. وبينما هو خارج من الغرفة كان يقول: (أوصيكم بتقوى الله و التمسك بالكتاب والسنة ) وكررها 3 مرات أو 4 ..
وفي خلال الدرس تكلم الشيخ ربيع عن وحدة المسلمين وقد ذكر امرا و الله ان صورته تغيرت في نفسي بعد سماع هذه الكلمة ..
قال بما معناه: (للأسف ان كثيرا من الشباب السلفي يجادل الناس و يجادل اخوانه المسلمين معتمدا في ذلك على اقوال العلماء المجردة من الأدلة .. فيقول: قال ربيع و قال فلان و قال علان.. من ربيع لتجعله حجة على الناس!! من ربيع لتجعله المقياس لمعرفة الحق!! .. الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق .. اذا وجدتم ان ربيعا الدخلي او الشيخ ابن باز او فلان أوعلان قال قولا مخالفا للكتاب او السنة او مخالفا لهدي السلف فاردده ولا تبالي .. المقياس و المعيار لمعرفة الحق هو الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .. لا تفرقوا المسلمين لأسباب تافهة .. ولا تقلدو دينكم الرجال) إلخ كلامه الذي يكتب بماء الذهب ..
والله يا اخوة انا ظلمنا الشيخ ربيع .. و و الله و بالله و تالله يمين اتقرب بها الى الله ان الرجل على خير وانه و الله من خيرة علماء هذه الأمة وان كل ما ينقل عنه كذب في كذب فاتقوا الله تعالى في الرجل ولا تصدقوا كل ما ينقل اليكم فليس الذي شاهد كالذي سمع ..
وهذا ما احببت ان انقله لكم مع ان هناك أمورا اكثر حصلت و لكني لا أريد ان اطيل عليكم ..وجزاكم الله خيرا . (4)
قصّة بكاء الشيخ في الصلاة
قال أبو معاذ:
لقد امتنّ الباري على عبده عندما وفّقه لصلاة خلف إمام من أئمة السنة في هذا العصر وعلم من أعلام التوحيد لا يجارى في مضماره، ولا ينافق في ميدانه
في ليلة من ليالي رمضان (1426) ونحن في بيت الشيخ العلامة ربيع إذ بالإقامة وقد أقيمت لصلاة العشاء ولم أكن -يعلم الله- أفكر في لحظة من لحظات العمر أن يتقدم الشيخ للصلاة ويكون إماما لنا وهذا الذي حصل والحمد لله !!
فحمدا لله أنّها كانت صلاة جهرية !
قرأ الشيخ بفاتحة الكتاب قراءة تحيّر سامعها، يقسم السامع أنّ مصدرها قلب يخاف الله –نحسبه كذلك والله حسيبه-
ثم شرع الشيخ في قراءة ( ألهاكم التكاثر ، حتى زرتم المقابر ...) وفجأة توقف الشيخ !!
أجهش الشيخ بالبكاء فحاول إتمام الآيات ( حتى زرتم المقابر .. ) فتوقف مرة أخرى !
حاول ثانية، و البكاء لا يفارقه
وثالثة .. لكنّه لم يستطع إكمالها ... ثم ركع
الله أكبر
فصلاة مثل هذه لن أنساها حتى أوسّد في قبري، فرحم الله شيخنا الهمام حيّا وميتا
قصة بكاء الشيخ عندما تذكر الشيخ الفوزان واللحيدان
قال الأخ الفاضل العياشي – حفظه الله-:
أفيدكم أني كنت مع الشيخ اليوم السبت 1432/07/10هـ أثناء رجوعه من صلاة العشاء من الحرم المكي وأثناء الكلام مع الشيخ سألني عن الشيخ صالح الفوزان - يحفظه الله - وهل جاء إلى مكة؟ فقلت له : يأتي يوم الاثنين - إن شاء الله – لأن عنده درسا في التفسير في الحرم - فذكره الشيخ بخير وقال: هو عالم جليل وسلفي وصادق.
وبمناسبة ذلك قلت للشيخ إني عدة مرات لما أزوره – أي الشيخ صالح الفوزان – يذكرك بخير ويسأل عن صحتك ويقول: الشيخ ربيع عالم جليل ، ويقول: أخونا ربيع ، وهذا إلى عهدٍ قريب، فقال الشيخ ربيع - يحفظه الله -:
والله أتمنى أن أموت قبله هو والشيخ صالح اللحيدان ، ووالله لو خيِّرت لاخترت أن أموت قبلهم، فما أدري إذا ماتوا كيف تصير الدنيا،وكيف يصير الحال ، وأجهش الشيخ بالبكاء.
فقلت له: أسأل الله أن يحفظكم جميعا .
قصّة بكاء الشيخ عند ترجمة عكرمة رضي الله عنه
قال الأخ أبو حسان سمير القيسي - وفقه الله -:
فبينما نحن في درس معارج القبول شرح سلم الوصول،إذ مر ذكر جهل المشركين حيث كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون الدعاء لله في الشدة . وكان ممن تفطن لهذا الجهل في حال شركه " عكرمة بن أبي جهل " وقد كان ركب البحر فأصابته ومن معه عاصفة فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا فقال عكرمة:
"والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره "
اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتى محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم .
وهنا ترجم شيخنا للصحابي الجليل والمجاهد العاقل النبيل " عكرمة بن أبي جهل " رضي الله عنه وأرضاه فكان مما ذكر أنه قتل في اليرموك وقال:
وكان يرمي بنفسه نحو الرماح والسيوف فقيل له في ذلك فقال لقد كنت أبذلها في الشرك أفلا أبذلها وأنا على الحق .
وهنا سكت الشيخ , فرفعت رأسي لأنظر مالذي أسكته فإذا بصوت جهش نفسه بالبكاء يسبق نظري إليه فنظرت فإذا عينيه قد غرقت بالدموع .
إنه موقف مؤثر حقا وموعظة بليغة تركتها تلك الدموع الصادقة في نفوس الحاضرين . اللهم احفظ شيخنا وبارك في عمره وعافه من كل داء
وهذا موقف من مواقف كثيرة يعلمها من يجالس الشيخ حفظه الله : وما راء ٍ كمن سمع " " وليس الخبر كالمعاينة "
ثم ختم الشيخ درسه بالدعاء لأبنائه في دماج والحث على نصرتهم بالنفس والمال والدعاء لمن كان في اليمن أو غيره ،فاللهم انصر إخواننا أهل السنة في دماج واصرف عنهم كل سوء واكفهم كيد الحوثة المعتدين بما تشاء ياقوي يامتين .والحمدلله رب العالمين (5)
قصّة شهادة عظيمة من الشيخ العلامة صالح الأطرم –رحمه الله- للشيخ ربيع
قال الشيخ الفاضل علي الحدادي –وفقه الله- :
في إحدى الزيارات المباركة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي إلى مدينة الرياض _ حرسها الله _ رافقت الشيخ ربيع مع ثلة من طلبة العلم ومنهم ابنه الشيخ الدكتور محمد بن ربيع المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا في زيارة لفضيلة الشيخ صالح الأطرم رحمه الله تعالى رحمة واسعة في منزله، وقد استقبل الشيخ صالح الشيخ ربيعاً ببالغ الحفاوة ودار الحديث حول موضوعات شتى ولكن لا أنسى ثناء الشيخ صالح في ذلك المجلس على الشيخ ربيع وقوله له ما معناه _ لم نعرف هذه المناهج إلا بعد قراءة كتبك(6)
قصّة جهاد الشيخ ربيع في أفغانستان
قال الشيخ خالد الظفيري حفظه الله:
إن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أفتى بالجهاد في مولوكو قبل الشيخ مقبل، والشيخ ربيع أيضا شارك في الجهاد في أفغانستان بنفسه فإنه سافر لها ثلاث مرات .
وقال أيضا –حفظه الله-في تعليقه على سؤال أحد الإخوة في شبكة سحاب بتاريخ:22/08/2001: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم نعم إن الشيخ ربيعا قد ذهب إلى أفغانستان مرتين عند الشيخ جميل الرحمن -رحمه الله تعالى- بل وصعد الجبال وأطلق الرصاص وهذا ما حدثني به الشيخ نفسه -حفظه الله تعالى- وكذا حدثني به من كان مع الشيخ هناك
وهذا يبين لنا شجاعة مشايخنا السلفيين بخلاف الذين يصيحون بالجهاد ليل نهار وليس لهم من ذلك إلا جمع الاموال وصرف الناس إليهم وحتى يظن الناس أنهم هم المجاهدون الأفذاذ، بل من عجيب أمر هؤلاء الحزبيين أنهم كانوا ينكرون الجهاد في أفغانستان ولا يرونه ولكن لما رأوا المسألة قد اقتربت وأن المسألة لابد أن يحوزوها لمصلحتهم قالوا: الله أكبر فتحت كابل ... وغير ذلك من الشعارات البراقة الخداعة والله يرعاكم ..)
ثمّ علّق عليه واحد عرّف نفسه ب(مقتفي الأثر) فقال: (وأنا أشهد على ما قاله أبو عبدالله المدني، فقد كنت مع الشيخ حفظه الله في الرحلة الثانية ومرافقاً له في منقطة كنر، وقد التقيت به في منطقة باجور الباكستانية المجاورة لمعسكر عبدالله بن مسعود التابع للشيخ جميل الرحمن في كنر، أما إطلاقه للرصاص فقد كان في الرحلة الأولى وحدثني بذلك حفظه الله، أما الرحلة الثانية فقد كان متعباً ولكنه كان يشد من أزر إخوانه، كان ذلك في عام 1408 هـ شهر شوال وذو القعدة) (7)
.... (يتبع)
أبو معاذ محمد مرابط
10 / جمادى الأولى / 1434
الجزائر العاصمة
(1) "تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي محيي الدين لابن العطّار –رحمه الله-" ضمن "الإيجاز" للنووي –رحمهم الله-ص: 37-38" بتصرف
(2) "هكذا عرفت الشيخ ربيعا"
(3) مقال الشيخ البرعي (الذب عن السنّة وعلمائها)
(4) من مقاله: (زيارتي للشيخ العلامة ربيع المدخلي)
(5) من مقاله: (( دمعة غير على دينه))
(6) من مقاله: (بين الشخ ربيع حفظه الله والشيخ صالح الأطرم رحمه الله)
(7) من مقاله: (صفحات مطوية من حياة الشيخ ربيع
موقع التصفية و التربية السلفية .
from منتدى اللمة الجزائرية
أترك تعليقًا