اولاد سيدي يحيى بن طالب التاريخ الاصول والانساب
باسم الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بعد بحث معمق لسنوات والتدقيق والتمحيص والتحقق جيدا بالتفصيل في تضارب الرويات الشعبية والحركة الصوفية وكلام المؤرخين الكبار ينبغي توضيح كل الاشكالات عن اصل اولاد سيدي يحيى في تبسة لان غالبية العامة لا يعرفون تاريخ المنطقة
التنضيم العشاري المسمى اولاد سيدي يحيى في اقليم ولاية تبسة حيث ضهرت هاته التسمية في نهاية القرن 18 قبل دخول الاستعمار الفرنسي الى الجزائر بفترة وجيزة وانتسبت قبائل بني ونيفن بين الكاف وتبسة الى ما يعرف بالولي الصالح سيدي يحيى بن يعقوب بن طالب ولا يعرف ان كان الضريح الموجود في المريج هو فعلا قبر حقيقي للولي الصالح ام انه مجرد تمثال روحي يرمز اليه حيث انه غالبا الاضرحة الصوفية لا تحتوي على قبور حقيقية فمثلا نجد ضريح فاطمة وضريح الحسن والحسين في عدة مناطق في العراق وسوريا وايران من هنا نعلم جيدا ان الكثير من الاضرحة الموجودة في عدة مناطق والتي ترمز الى شخص واحد غير حقيقية كذلك نجد اضرحة لسيدنا سلميان وسيدنا يونس ونوح وهي في الحقيقية مجرد تماثيل لاشخاص صالحين يصنعها شيوخ الصوفية للتبرك بها وقد كان للتيار الصوفي نفوذ كبير في شمال افريقيا خصوصا في اقصى الشرق الجزائري وتونس لذلك كان شيوخ وزعماء الصوفية يتحكمون في نفسية الناس وقد وضفتهم الدولة العثمانية لبسط نفوذها واخضاع القبائل المتمردة وليشكلو لها سند ديني وروحي يقوي ويدعم اواصر الدولة والسلطة العثمانية على القبائل ومن المعروفة في زمن بن خلدون قبل عدة قرون في الاقليم الشمالي لولاية تبسة وصولا الى سوق اهراس وشرقا الى ولاية الكاف قبائل ساية ابناء عم الحنانشة التي انتسبت الى الولي الصالح سيدي يحيى و الكثير من افراد قبيلة اولاد سيدي يحيى اليوم يملكون في الدفتر العائلي اسم جدهم الثاني اي جد جدهم وابعد وهؤلاء عاشو في بداية القرن 18 اي بعد وفاة بن خلدون بفترة وجيزة حيث توفي ابن خلدون سنة 1406 في زمنه كانت قبائل ساية من بني ونيفن التي تحدث عنها ويقيت تقيم في الاقليم الشمالي لولاية تبسة والمعروف بالمدن والقرى المنتشرة اليوم في ولاية تبسة وشمالها المريج عين الزرقاء الكويف مرسط ................الخ قبل ان تنتسب في نهاية القرن 18 الى ما يعرف بالولي الصالح سيدي يحيى
حيث ينتمي التنضيم العشائري المعروف باسم اولاد سيدي يحيى في نهاية القرن 18 تحديدا وبدقة الى قبائل ساية المقيمة بالضبط في المناطق المسماة اليوم المريج عين الزرقاء مرسط ........الخ وهي بطن من بطون ونيفن يعتبرون ابناء عم الحنانشة المعروفين بقبائل ونيفن المستعربين يتكلمون بلكنة تونس الغربية ويختلفون عن الشاوية حيث ذكرهم بن خلدون في زمنه قبل عدة قرون وكان الحنانشة وساية من بطون ونيفن يقتسمون المنطقة الشمالية لتبسة الى نواحي سوق اهراس وشرقا الى نواحي الكاف بتونس
هنا يجب توضيح بعض الحقائق حيث يعتبر بن الخلدون المتوفي سنة 1406 ميلادي اول مؤرخ تاريخي يتحدث بالتفصيل والتدقيق عن نسب القبائل في شمال افريقيا يوجد مؤرخون قبله تحدثو عن المناطق في شمال افريقيا امثال المؤخ ابن عذارى المراكشي وغيره لكنهم اكتفو بالحديث عن المناطق وعن الشعوب ولم يفصلو في انساب القبائل فمثلا انهم كانو يتحدثون بشكل عام عن شعوب هوارة التي تنتمي اليها قبائل بني ونيفن لكنهم لم يفصلو في بطون هوارة بشكل كبير او اماكن تواجدهم ومن كتاب بن خلدون بدئ الحديث عن انساب القبائل الامازغية بشكل دقيق حيث ان جل المؤرخين الذين اتو بعد وفاة بن خلدون اعتمدو على كتابه كتاب العبر في تحديد انساب القبائل واماكن تواجدها نذكر هنا المؤرخين الفرنسيين زمن الاحتلال الفرنسي امثال مارسيي وشارل فيرو حيث اعتمدو على كتاب بن خلدون واجتهدو في التدقيق وذكر مارسيي وشارل فيرو ان اولاد سيدي يحيى في تبسة والحنانشة ينتمون الى شعوب هوارة الامازغية في شمال افريقيا لكنهم لم يفصلو في نسبهم بالتدقيق وذكرو القبيلة بشكل مختصر دون دراسة معمقة وهم في الاخير مجرد مجتهدين وناقلين عن الكتاب الام كتاب ابن خلدون
والحقيقة توجد رواية منتشرة بقوة في الوسط الشعبي مصدرها التيار الصوفي هاته الرواية تلقى القبول لدى اوساط الشعب تقول هاته الرواية او الاسطورة ان الولي الصالح سيدي يحيى مهاجر من الساقية الحمراء وانه ترك اولاده في المريج وتوفي في طريق العودة فتكاثر اولاده ان هاته الرواية او الاسطورة الصوفية لا يرويها فقط اولاد سيدي يحيى بل ترويها كل القبائل التابعة للتيار الصوفي في شمال افريقيا حيث تدعي هاته القبائل ان وليهم الصالح من الساقية الحمراء وانه ذهب للحج وتوفي في طريق العودة هاته الرواية منتشرة بكثرة خصوصا في الشرق الجزائر وعند الشاوية بل ان هاته الرواية وصلت حتى الى منطقة القبايل حيث ان القبايل التايعين للزاوية الصوفية يروون هاته الرواية وان جدهم من الساقية الحمراء كما يوجد من سكان جرجرة من ينسب الى سيدي يحيى حيث نجد عرش اولاد سيدي يحيى في منطقة القبائل رغم انهم امازيغ اقحاح معتزلين في الجبال منذ زمن طويل لكن التيار الصوفي استطاع اختراقهم لقربه من نفوس السكان حيث ان التيار الصوفي يلقى قبول واسعا في الاوساط الشعبية توجد روايات اخرى ايضا او بالاصح هرطقات وتخاريف شعبية تدعي ان اولاد سيدي يحيى من اليمن والحقيقة ان انتساب الامازيغ الى اليمن معروف منذ القدم حيث كانت شعوب الامازيغ تنتسب الى اليمن وقد فند ابن خلدون ذلك الكلام والهرطقات الشعبية في زمنه يقول بن خلدون عن انتساب شعب هوارة و لواتة الى اليمن أما نسابة البربر فيزعمون في بعض شعوبهم أنهم من العرب، مثل لواتة يزعمون أنهم من حمير، ومثل هوارة يزعمون أنهم من كندة من السكاسك، ومثل زناتة تزعم نسابتهم أنهم من العمالقة فروا أمام بني إسرائيل. وربما يزعمون فيهم أنهم من بقايا التبابعة ومثل غمارة أيضاً وزواوة ومكلاتة يزعم في هؤلاء كلهم نسابتهم أنهم من حمير حسبما نذكره عند تفصيل شعوبهم في كل فرقة منهم، وهذه كلهما مزاعم.
فقد كان الامازيغ في القرون الوسطى يعانون من الجهل والامية ولم تكن تهمهم اصولهم او تاريخهم او قوميتهم وكان الفرد الامازيغي في القرون الوسطى مولع بالنسب العربي ووكان الانسان الامازيغ يعتقد ولا يزال يعتقد الى الان ان العروبة ترتبط ارتباط وثيق بالاسلام المؤرخ بن خلدون كان يعلم جيدا الاعتقاد الخاطئ للامازيغ حول العروبة والاسلام ولم يكن يحمل التخاريف والهرطقات الشعبية على محمل الجد بل كان يدقق ويمحص جيدا ويجتهد قبل ان يحدد اصول وتاريخ القبائل فمثلا جل قبائل هوارة في ذلك الوقت كانت تدعي انها تنتمي الى اصول عربية ولكن بن خلدون فند ذلك اعتمادا على التحقيقات التي قام بها وقد جاء بعض المؤرخين بعد بن خلدون رحمه الله وهؤلاء المؤرخين كانو ينقلون التخاريف والهرطقات الشعبية مثل المؤرخ العداوني الذي عاش في القرن 19 في كتابه تاريخ العدواني وهؤلاء المؤرخين لا يمكن باية حال من الاحوال الاخذ بكلامهم عن تاريخ شمال افريقيا لانهم لم يبذلو اية جهد في التحقق من المصادر والروايات الشعبية ولم يبذلو اية مجهود في التنقل الى الاماكن المختلفة في شمال افريقيا على عكس بن خلدون الذي قام بجهد جبار وحافض على تاريخ واصول سكان شمال افريقيا من الاندثار هنالك ايضا مؤرخين متعصبين لا ينقلون التاريخ بالامانة العلمية وكانو متعصبين ايديولوجيا للعروبة والانتماء العربي المشرقي لذلك كانو يعمدون تعريب شمال افريقيا وادعاء الاصل العربي للامازيغ وان الامازيغ هاجرو من اليمن قبل خمسة الاف سنة وهذا غير صحيح اذ ان تواجد الانسان في شمال افريقيا يعود لعصور غابرة قبل ان يبدئ الانسان الكتابة والنحت على الصخور وتدوين التاريخ
اما الاستعراب اللغوي للكثير من شعوب الامازيغ ومنها شعب هوارة الذي تنتمي اليه اولاد سيدي يحيى فقد تم بعد الاسلام مباشرة حيث يذكر المؤرخين استعراب شعب وقبائل كتامة ثم رجيل جزء من هاته القبائل الى مصر لتاسس في ما بعد الدولة الفاطمة وقد كان سكان المدن والحواضر الامازغية على سبيل المثال مدينة القيروان مدينة تونس او مدينة فاس بالمغرب الاقصى التي كان سكانها امازيغ لكنهم يتكلمون العربية في ذلك الوقت يتكلمون العربية في لهجتهم ولقد ذكر المؤرخين استعراب سكان المدن والاحتكاك بهم من القبائل البدوية المحيطة يؤدي الى اكتساب كلمات عربية يستعملها البدو في لهجاتهم مما ادى الى استعراب البدو الامازيغ على مراحل عدة كذلك التيار الصوفي زمن الدولة العثمانية كان له دور قوي في تعريب الامازيغ حيث اختصت الزوايا في قراءة وتعليم القران بالعربية
ختاما نود ان ننوه الى ان هذا العمل والجهد الميداني هو ليس مجرد عمل او اجتهاد شخصي بل نتيجة جهد جبارو نتيجة تحقيق ميداني ونقل كلام كبار المؤرخين عن القبيلة يمكن لمن يريد البحث عن الحقيقة ان يتاكد من هذا الكلام وان يتاكد جيدا من المراجع الصحيحة والموثقة لتاريخ شمال افريقيا وليس من الهرطقات والتخاريف الشعبية والصوفية
شكرا
المراجع
كتاب بن خلدون العبر وديوان المبتدئ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من السلطان الاكبر
كتاب شارل فيرو عن قبائل الجزائر
كتاب مارسيي عن قبائل الجزائر
التنضيم العشاري المسمى اولاد سيدي يحيى في اقليم ولاية تبسة حيث ضهرت هاته التسمية في نهاية القرن 18 قبل دخول الاستعمار الفرنسي الى الجزائر بفترة وجيزة وانتسبت قبائل بني ونيفن بين الكاف وتبسة الى ما يعرف بالولي الصالح سيدي يحيى بن يعقوب بن طالب ولا يعرف ان كان الضريح الموجود في المريج هو فعلا قبر حقيقي للولي الصالح ام انه مجرد تمثال روحي يرمز اليه حيث انه غالبا الاضرحة الصوفية لا تحتوي على قبور حقيقية فمثلا نجد ضريح فاطمة وضريح الحسن والحسين في عدة مناطق في العراق وسوريا وايران من هنا نعلم جيدا ان الكثير من الاضرحة الموجودة في عدة مناطق والتي ترمز الى شخص واحد غير حقيقية كذلك نجد اضرحة لسيدنا سلميان وسيدنا يونس ونوح وهي في الحقيقية مجرد تماثيل لاشخاص صالحين يصنعها شيوخ الصوفية للتبرك بها وقد كان للتيار الصوفي نفوذ كبير في شمال افريقيا خصوصا في اقصى الشرق الجزائري وتونس لذلك كان شيوخ وزعماء الصوفية يتحكمون في نفسية الناس وقد وضفتهم الدولة العثمانية لبسط نفوذها واخضاع القبائل المتمردة وليشكلو لها سند ديني وروحي يقوي ويدعم اواصر الدولة والسلطة العثمانية على القبائل ومن المعروفة في زمن بن خلدون قبل عدة قرون في الاقليم الشمالي لولاية تبسة وصولا الى سوق اهراس وشرقا الى ولاية الكاف قبائل ساية ابناء عم الحنانشة التي انتسبت الى الولي الصالح سيدي يحيى و الكثير من افراد قبيلة اولاد سيدي يحيى اليوم يملكون في الدفتر العائلي اسم جدهم الثاني اي جد جدهم وابعد وهؤلاء عاشو في بداية القرن 18 اي بعد وفاة بن خلدون بفترة وجيزة حيث توفي ابن خلدون سنة 1406 في زمنه كانت قبائل ساية من بني ونيفن التي تحدث عنها ويقيت تقيم في الاقليم الشمالي لولاية تبسة والمعروف بالمدن والقرى المنتشرة اليوم في ولاية تبسة وشمالها المريج عين الزرقاء الكويف مرسط ................الخ قبل ان تنتسب في نهاية القرن 18 الى ما يعرف بالولي الصالح سيدي يحيى
حيث ينتمي التنضيم العشائري المعروف باسم اولاد سيدي يحيى في نهاية القرن 18 تحديدا وبدقة الى قبائل ساية المقيمة بالضبط في المناطق المسماة اليوم المريج عين الزرقاء مرسط ........الخ وهي بطن من بطون ونيفن يعتبرون ابناء عم الحنانشة المعروفين بقبائل ونيفن المستعربين يتكلمون بلكنة تونس الغربية ويختلفون عن الشاوية حيث ذكرهم بن خلدون في زمنه قبل عدة قرون وكان الحنانشة وساية من بطون ونيفن يقتسمون المنطقة الشمالية لتبسة الى نواحي سوق اهراس وشرقا الى نواحي الكاف بتونس
هنا يجب توضيح بعض الحقائق حيث يعتبر بن الخلدون المتوفي سنة 1406 ميلادي اول مؤرخ تاريخي يتحدث بالتفصيل والتدقيق عن نسب القبائل في شمال افريقيا يوجد مؤرخون قبله تحدثو عن المناطق في شمال افريقيا امثال المؤخ ابن عذارى المراكشي وغيره لكنهم اكتفو بالحديث عن المناطق وعن الشعوب ولم يفصلو في انساب القبائل فمثلا انهم كانو يتحدثون بشكل عام عن شعوب هوارة التي تنتمي اليها قبائل بني ونيفن لكنهم لم يفصلو في بطون هوارة بشكل كبير او اماكن تواجدهم ومن كتاب بن خلدون بدئ الحديث عن انساب القبائل الامازغية بشكل دقيق حيث ان جل المؤرخين الذين اتو بعد وفاة بن خلدون اعتمدو على كتابه كتاب العبر في تحديد انساب القبائل واماكن تواجدها نذكر هنا المؤرخين الفرنسيين زمن الاحتلال الفرنسي امثال مارسيي وشارل فيرو حيث اعتمدو على كتاب بن خلدون واجتهدو في التدقيق وذكر مارسيي وشارل فيرو ان اولاد سيدي يحيى في تبسة والحنانشة ينتمون الى شعوب هوارة الامازغية في شمال افريقيا لكنهم لم يفصلو في نسبهم بالتدقيق وذكرو القبيلة بشكل مختصر دون دراسة معمقة وهم في الاخير مجرد مجتهدين وناقلين عن الكتاب الام كتاب ابن خلدون
والحقيقة توجد رواية منتشرة بقوة في الوسط الشعبي مصدرها التيار الصوفي هاته الرواية تلقى القبول لدى اوساط الشعب تقول هاته الرواية او الاسطورة ان الولي الصالح سيدي يحيى مهاجر من الساقية الحمراء وانه ترك اولاده في المريج وتوفي في طريق العودة فتكاثر اولاده ان هاته الرواية او الاسطورة الصوفية لا يرويها فقط اولاد سيدي يحيى بل ترويها كل القبائل التابعة للتيار الصوفي في شمال افريقيا حيث تدعي هاته القبائل ان وليهم الصالح من الساقية الحمراء وانه ذهب للحج وتوفي في طريق العودة هاته الرواية منتشرة بكثرة خصوصا في الشرق الجزائر وعند الشاوية بل ان هاته الرواية وصلت حتى الى منطقة القبايل حيث ان القبايل التايعين للزاوية الصوفية يروون هاته الرواية وان جدهم من الساقية الحمراء كما يوجد من سكان جرجرة من ينسب الى سيدي يحيى حيث نجد عرش اولاد سيدي يحيى في منطقة القبائل رغم انهم امازيغ اقحاح معتزلين في الجبال منذ زمن طويل لكن التيار الصوفي استطاع اختراقهم لقربه من نفوس السكان حيث ان التيار الصوفي يلقى قبول واسعا في الاوساط الشعبية توجد روايات اخرى ايضا او بالاصح هرطقات وتخاريف شعبية تدعي ان اولاد سيدي يحيى من اليمن والحقيقة ان انتساب الامازيغ الى اليمن معروف منذ القدم حيث كانت شعوب الامازيغ تنتسب الى اليمن وقد فند ابن خلدون ذلك الكلام والهرطقات الشعبية في زمنه يقول بن خلدون عن انتساب شعب هوارة و لواتة الى اليمن أما نسابة البربر فيزعمون في بعض شعوبهم أنهم من العرب، مثل لواتة يزعمون أنهم من حمير، ومثل هوارة يزعمون أنهم من كندة من السكاسك، ومثل زناتة تزعم نسابتهم أنهم من العمالقة فروا أمام بني إسرائيل. وربما يزعمون فيهم أنهم من بقايا التبابعة ومثل غمارة أيضاً وزواوة ومكلاتة يزعم في هؤلاء كلهم نسابتهم أنهم من حمير حسبما نذكره عند تفصيل شعوبهم في كل فرقة منهم، وهذه كلهما مزاعم.
فقد كان الامازيغ في القرون الوسطى يعانون من الجهل والامية ولم تكن تهمهم اصولهم او تاريخهم او قوميتهم وكان الفرد الامازيغي في القرون الوسطى مولع بالنسب العربي ووكان الانسان الامازيغ يعتقد ولا يزال يعتقد الى الان ان العروبة ترتبط ارتباط وثيق بالاسلام المؤرخ بن خلدون كان يعلم جيدا الاعتقاد الخاطئ للامازيغ حول العروبة والاسلام ولم يكن يحمل التخاريف والهرطقات الشعبية على محمل الجد بل كان يدقق ويمحص جيدا ويجتهد قبل ان يحدد اصول وتاريخ القبائل فمثلا جل قبائل هوارة في ذلك الوقت كانت تدعي انها تنتمي الى اصول عربية ولكن بن خلدون فند ذلك اعتمادا على التحقيقات التي قام بها وقد جاء بعض المؤرخين بعد بن خلدون رحمه الله وهؤلاء المؤرخين كانو ينقلون التخاريف والهرطقات الشعبية مثل المؤرخ العداوني الذي عاش في القرن 19 في كتابه تاريخ العدواني وهؤلاء المؤرخين لا يمكن باية حال من الاحوال الاخذ بكلامهم عن تاريخ شمال افريقيا لانهم لم يبذلو اية جهد في التحقق من المصادر والروايات الشعبية ولم يبذلو اية مجهود في التنقل الى الاماكن المختلفة في شمال افريقيا على عكس بن خلدون الذي قام بجهد جبار وحافض على تاريخ واصول سكان شمال افريقيا من الاندثار هنالك ايضا مؤرخين متعصبين لا ينقلون التاريخ بالامانة العلمية وكانو متعصبين ايديولوجيا للعروبة والانتماء العربي المشرقي لذلك كانو يعمدون تعريب شمال افريقيا وادعاء الاصل العربي للامازيغ وان الامازيغ هاجرو من اليمن قبل خمسة الاف سنة وهذا غير صحيح اذ ان تواجد الانسان في شمال افريقيا يعود لعصور غابرة قبل ان يبدئ الانسان الكتابة والنحت على الصخور وتدوين التاريخ
اما الاستعراب اللغوي للكثير من شعوب الامازيغ ومنها شعب هوارة الذي تنتمي اليه اولاد سيدي يحيى فقد تم بعد الاسلام مباشرة حيث يذكر المؤرخين استعراب شعب وقبائل كتامة ثم رجيل جزء من هاته القبائل الى مصر لتاسس في ما بعد الدولة الفاطمة وقد كان سكان المدن والحواضر الامازغية على سبيل المثال مدينة القيروان مدينة تونس او مدينة فاس بالمغرب الاقصى التي كان سكانها امازيغ لكنهم يتكلمون العربية في ذلك الوقت يتكلمون العربية في لهجتهم ولقد ذكر المؤرخين استعراب سكان المدن والاحتكاك بهم من القبائل البدوية المحيطة يؤدي الى اكتساب كلمات عربية يستعملها البدو في لهجاتهم مما ادى الى استعراب البدو الامازيغ على مراحل عدة كذلك التيار الصوفي زمن الدولة العثمانية كان له دور قوي في تعريب الامازيغ حيث اختصت الزوايا في قراءة وتعليم القران بالعربية
ختاما نود ان ننوه الى ان هذا العمل والجهد الميداني هو ليس مجرد عمل او اجتهاد شخصي بل نتيجة جهد جبارو نتيجة تحقيق ميداني ونقل كلام كبار المؤرخين عن القبيلة يمكن لمن يريد البحث عن الحقيقة ان يتاكد من هذا الكلام وان يتاكد جيدا من المراجع الصحيحة والموثقة لتاريخ شمال افريقيا وليس من الهرطقات والتخاريف الشعبية والصوفية
شكرا
المراجع
كتاب بن خلدون العبر وديوان المبتدئ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من السلطان الاكبر
كتاب شارل فيرو عن قبائل الجزائر
كتاب مارسيي عن قبائل الجزائر
from منتدى اللمة الجزائرية
أترك تعليقًا