شروط الشهادتين من القرآن والسنة



🔶 فوائد من كتاب عقيدة التوحيد
للشيخ صالح القوزان حفظه الله

ثالثًا‏:‏ شروط الشهادتين

🌸 أ ـ شروط لا إله إلا الله
لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال‏:‏

الأول‏:‏ العلم المنافي للجهل‏.‏
الثاني‏:‏ اليقين المنافي للشك‏.‏
الثالث‏:‏ القبول المنافي للرد‏.‏
الرابع‏:‏ الانقيادُ المنافي للترك‏.‏
الخامس‏:‏ الإخلاص المنافي للشرك‏.‏
السادس‏:‏ الصدق المنافي للكذب‏.‏
السابع‏:‏ المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء‏.‏

وأما تفصيلها فكما يلي‏:‏

🌻الشرط الأول‏:‏ العلم
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك،
قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الزخرف/86‏]‏‏.‏
أي‏:‏ ‏(‏شهد‏)‏ بلا إله إلا الله، ‏(‏وهُم يعلمون‏)‏ بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم،
فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعهُ؛ لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه‏.‏
🌻الشرط الثاني‏:‏ اليقين
بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه،
قال تعالى‏:‏ {‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا‏}‏ ‏[‏الحجرات/15‏]‏‏.‏

فإن كان مرتابًا كان منافقًا،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنة‏)‏ ‏[‏الحديث في الصحيح‏]‏ فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخولَ الجنَّة‏.‏

🌻الشرط الثالث‏:‏ القبول
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛
فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به؛
كان من الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ‏}‏ ‏[‏الصافات/35، 36‏]‏‏.‏

وهذا كحال عباد القبور اليوم؛ فإنهم يقولون‏:‏ ‏
(‏لا إله إلا الله‏)‏، ولا يتركون عبادة القبور؛
فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله‏.‏

🌻الشرط الرابع‏:‏ الانقياد
لما دلت عليه، قال تعالى‏:{‏وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى‏}‏ ‏[‏لقمان/22‏]‏‏.‏

والعروة الوثقى‏:‏ لا إله إلا الله؛
ومعنى يسلم وجهه‏:‏ أي ينقاد لله بالإخلاص له‏.‏
🌸الشرط الخامس‏:‏ الصدق
‏وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه،
فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا،
قال تعالى‏:🌸‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة/8-10‏]‏‏.‏

🌻الشرط السادس‏:‏ الإخلاصُ
وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛
بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامع الدنيا، ولا رياء ولا سمعة؛
لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال‏:‏ ‏(‏فإنَّ الله حرّم على النار من قال‏:‏ لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله‏)‏ ‏[‏الحديث أخرجه الشيخان‏]‏‏.‏

🌻الشرط السابع‏:‏ المحبة
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها،
قال تعالى‏:‏ {‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏

فأهل ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ يحبون الله حبًّا خالصًا،
وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله‏.‏
🔹🔸🔹🔸🔹🔸🔸🔹🔸🔸🔸
http://ift.tt/2eOipuW


from منتدى اللمة الجزائرية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.