أنا وأهل زوجي.
🌱أنا وأهل زوجي.
●سائلة تسأل : أحياناً تمر على الزوجة منغصات من أهل بيت زوجها خصوصاً من أخوات الزوج أو أمه فهل عليها حرج إذا أخبرت زوجها بما يحصل لها معهم من إستفزازات مثلاً ؟وبما تنصحها بارك الله فيك ؟.
يجيب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
👈أما بعد:
●فاعلمي أيتها الزوجة أن الحياة لا تصفو ولا تخل من الكدر والتنغيص ولا بد من ذلك، قال الشاعر:
تصفو الحياة لجاهلٍ أو غافلٍ...
عمــــا مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه... ويسومها طلب المحال فتطمعُ
●وقال آخر:
الدهرُ يومــانِ ذَا أَمنٌ وذا خطـرُ ...
والعيشُ عيشانِ ذا صفوٌ وذا كدرُ
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ..
وتستــقر بـأقصى قـــــاعه الدررُ
●فما أكثر المشاكل الأسرية في البيوت، وخاصة بين الزوجة وختنها ـ أم زوجها ـ لأن الأم ترى أن هذه الزوجة أخذت فلذة كبدها منها واستأثرت به، فهي من باب الغيرة والاستئثار وحب النفس، تفتح المشاكل مع زوجة ابنها من حيث تشعر أو لا تشعر.
●واعلمي أيتها الزوجة أن هذه الأم هي سبب في ارتباطك بشريك حياتك وأنيسك في الحياة وأب لأولادك، فاعرفي قدرها، واصبري على ما يأتيك من الأذى، ولاطفيها واكسبيها لصفك بالطيبة واللين والتودد لها وتقديم راحتها على راحتك واجتهدي في خدمتها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
●واعلمي أن المعاملة بالحسنى مقابل الإيذاء تكسر النفس وتُخجل الخصم مع الزمن، وكذلك بادريها بالهدايا من حين لآخر، فإن الهدية لها دور في إرضاء النفوس وتطويعها،
●يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( تَهَادَوْا تَحَابُّوا ) أخرج البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه ابن حجر في "تلخيص الحبير" والألباني في الإرواء.
فإذا حصل لك منغصات كما ذكرت؛ فاصبري ولا تخبري زوجك بكل ساقطة ولا قطة، فالكلام يؤثر في القلوب، وربما اوغرت صدر زوجك على والدته وكنت سبباً في عقوقه لها، ولا أظنك ترضين ذلك لشريك حياتك، إن كنت مخلصة له وفية.
●واعلمي أن الصبر يأت بالثمر الطيب وإن طال وهنا اسرد بعض الآيات في الصبر لتكون لك عوناً على ما تواجهينه في حياتك :
●اعلمي أن الله تعالى يعز وينصر من يصبر قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }، {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
●وأخبر تعالى أن الصبر خير لأهله
فقال:{وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}.
●وأخبر تعالى أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد الكائدين، فقال عز وجل: { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
●ولك أيتها الزوجة ـ التي تشتكي أهل زوجها ـ في نبي الله يوسف عليه السلام تعزية وبشرى قال تعالى: { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.
•ونتيجة الصبر أن الله تعالى يحب أهله قال تعالى: { وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }.
●وأخيراً اقول: إذا بذلتي جهدك في اللين والمعاملة الحسنة معهم مع مرافقة الصبر، ولم تجدي نتائج طيبة وقد تزيد إساءتهم لك؛ فعند ذلك لك أن تخبري زوجك بذلك لرفع الظلم،
●لأن الله حرم الظلم على نفسه
تعالى وجعله بين عباده محرما كما
في الحديث القدسي، وأيضا أجاز الله
تعالى للعبد أن يجهر بالشكوى إذا
ظلم ولا ضيّر في ذلك،
●قال تعالى: {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }
هذا وبالله التوفيق.
صلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه أجمعين.
✍كتبه:
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي.
بعد فجر الجمعة 1/1/1431هـ.
شبكة البينة السلفية
from منتدى اللمة الجزائرية
أترك تعليقًا